حطمت قيدي
حطمت قيدي بين قضبان الضلوع ..
قد عشت عمرا أوصد الأقفال حولي..
أطفأ الأنوار فى القلب الحزين..
أقتتات من فيض الأنين..
فى ذلك الركن الركين..
حطمت قيدي..
و تركت لي حرية التجوال فى السجن الكبير..
ما كان ينقصني عذابات المسير..
قد كنت أقبع فى سكونٍ..
فى مكان واحدٍ..
أتفحص الجدران فى صمت قريرْ..
الكون حولي معتمٌ..
و السجن شر مستطيرْ..
فى الركن كان ينالني بعض الشرر..
و الأن فى حريتي..
سينالني منه الكثير..
***
لم عدت تعزف فوق أوتار الجراحْ..
قد كنت قد وطدت نفسي..
أن أزور مقابر الذكرى..
و سلوت أغنية النواحْ..
عدلت لي أغنيتي..
ببعض أبيات الألم..
و مشاهد القهر الصراح..
حطمت قيدي كي تضاعف محنتي..
و أحلت ليل الصمت فى سكني..
إلى دنيا صياح..
و أضفت لي يأسا على الجدران يرسم لوحة ..
صلب الخلاص بها على وتد الذنوبْ..
و القلب ألف المعصية ..
و أبى لروعي أن يتوب..
لا الصبح يذهب بالخطأ ..
و الليل ثلج لا يذوبْ..
و معلق قلبي أنا..
ما بين أنات الحنين الى المتاب..
و بين إغراء اللغوب..
حطمت قيدي و عفتني..
أعدو متاهات الدروبْ..
أهيم فى قفر المشاعرِ..
أقتفي أثر الهدى..
و يضيعني زمن لعوبْ..
***
حطمت قيدي..
ليتني من قبلهِ..
فى الركن وافاني القدرْ..
فلم أراك جريرة أوردتنى حمم الضرر..
و لا أراك فتأ تأبط كاهلي..
لاكنه فى جوفِة..
صلدٌ..
حجرْ..
إستنزف الإحساس مني ..
ثم ولى و اندثر..
و محى على كل الوجوه معالمهْ..
لكي أضل له الأثر..
يا ليتني لما حملتك فى الفؤادِ..
قتلتهُ..
و تركت روحي فى الحنايا..
تحتضرْ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق