فرحي

اصنع بطاقتك مع شبكة أفراح

الثلاثاء، يونيو ٠٣، ٢٠٠٨

حطمت قيدي


حطمت قيدي بين قضبان الضلوع ..

قد عشت عمرا أوصد الأقفال حولي..

أطفأ الأنوار فى القلب الحزين..

أقتتات من فيض الأنين..

فى ذلك الركن الركين..

حطمت قيدي..

و تركت لي حرية التجوال فى السجن الكبير..

ما كان ينقصني عذابات المسير..


قد كنت أقبع فى سكونٍ..

فى مكان واحدٍ..

أتفحص الجدران فى صمت قريرْ..

الكون حولي معتمٌ..

و السجن شر مستطيرْ..

فى الركن كان ينالني بعض الشرر..

و الأن فى حريتي..

سينالني منه الكثير..


***


لم عدت تعزف فوق أوتار الجراحْ..

قد كنت قد وطدت نفسي..

أن أزور مقابر الذكرى..

و سلوت أغنية النواحْ..

عدلت لي أغنيتي..

ببعض أبيات الألم..

و مشاهد القهر الصراح..

حطمت قيدي كي تضاعف محنتي..

و أحلت ليل الصمت فى سكني..

إلى دنيا صياح..

و أضفت لي يأسا على الجدران يرسم لوحة ..

صلب الخلاص بها على وتد الذنوبْ..

و القلب ألف المعصية ..

و أبى لروعي أن يتوب..

لا الصبح يذهب بالخطأ ..

و الليل ثلج لا يذوبْ..

و معلق قلبي أنا..

ما بين أنات الحنين الى المتاب..

و بين إغراء اللغوب..




حطمت قيدي و عفتني..

أعدو متاهات الدروبْ..

أهيم فى قفر المشاعرِ..

أقتفي أثر الهدى..

و يضيعني زمن لعوبْ..


***


حطمت قيدي..

ليتني من قبلهِ..

فى الركن وافاني القدرْ..

فلم أراك جريرة أوردتنى حمم الضرر..

و لا أراك فتأ تأبط كاهلي..

لاكنه فى جوفِة..

صلدٌ..

حجرْ..

إستنزف الإحساس مني ..

ثم ولى و اندثر..

و محى على كل الوجوه معالمهْ..

لكي أضل له الأثر..

يا ليتني لما حملتك فى الفؤادِ..

قتلتهُ..

و تركت روحي فى الحنايا..

تحتضرْ..!

ليست هناك تعليقات: