فرحي

اصنع بطاقتك مع شبكة أفراح

الجمعة، ديسمبر ٢٥، ٢٠٠٩

الثلاثاء، ديسمبر ٢٢، ٢٠٠٩

التطور الطبيعى للديموقراطية

"لا للتوريث"
"نعم للتعددية السياسية"
"نعم لتداول السلطة"
"
نعم لمبدأ الشورى"

كلها شعارات لا غبار عليها ..
بل ان دلت على شئ فإنما تدل على ما ينبغى أن يكون عليه المناخ السياسي فى أى بلد أو مؤسسة ديموقراطية..
و لمفارقة القدر .. هو بالظبط ما تطالب به المعارضة النظم الدكتاتورية فى بلدانها ..
و يحدث ذلك بالصوت و الصورة فى مصرنا المحروسة ..

و كم يثنى حماة الديموقراطية الحقيقة على هذا التوجه ..
و كم يردد شباب المعارضة هذه الشعارات فى
مظاهارتهم و ندواتهم و نضالهم ضد الإستبداد..
و من هؤلاء الشباب طبعا ...بل و يتقدمهم شباب الإخوان ..
اللذين لا يساورهم أدنى شك فى مشروعية هذه الشعارات ..
و إيمانهم المخلص المسبق بما قد تؤول إليه أو تأتى به هذه الشعارات من نتائج ..
إذا ما طبقت على أرض الواقع ..

و لكن من المفارقات المضحكة و المبكية فى نفس الوقت .. هو هذا التيار المستحدث من "بعض" شباب الإخوان الذى أعجب لردود فعله تجاه الأحداث
الأخيرة فى جماعة الإخوان المسلمون...

قد تكون الأزمة المنصرمة جديدة من حيث النوع على جماعة الإخوان المسلمون ..
فلم يحدث من قبل أن أثير كل هذا الجدل و التضارب الإعلامى و التربص الإعلامى لإنتخابات مكتب الإرشاد ..
كنا عهدنا أن تحدث الأنتخابات و تمضى و نعلم النتيجة كأعضاء فى الإخوان و نبايع المكتب الجديد و المرشد الجديد بروح من الولاء و الثقة و المبايعة على من إئتمناهم على مستقبل هذه الجماعة و حركتنا الإسلامية ..

و لكن .. ما شهدناه فى الإنتخابات الأخيرة بدا مغايرا جدا ..
فقيادات من الجماعة خرجت على شاشات التلفاز و فى الإعلام و شككت فى مصداقية و شرعية هذه الإنتخابات ..
و أضطر أخرون للخروج فى الإعلام لتوضيح بعض معالم الصورة ..
و هو ما زاد من البلبلة مع خروج قيادات أخرى ترد على ما قيل ..
و هو ما أعطى الإنطباع بأن هناك تخبطا و انشقاقا بل و فى داخل الجماعة ..

ثم أتت نتيجى الإنتخابات ..

بعضهم قال .. "انقلابا" و الأخر قال "سيطرة التيار المتشدد" ..
و تعددت الأ
راء و التحليلات ..

و لكن ما يعننى فى هذا الوضع .. هو راى بعض شباب الأخوان .. الذين كان رأيهم من رأي بعض القيادات ..

الظاهرة فى حد ذاتها .. صحية للغاية .. فهى تمثل تعدد الأراء فى الجماعة ..
و لكن الغير مقبول هو أن نحارب ما ننادى به و تبدوا شخصياتنا مزدوجة المعاير

ففى حين نطالب الحكومة بالشورى و الديموقراطية و التعددية السياسية ..
نعتبر ذلك "محرما" على الجماعة ..
و نرغي و نزبد حين يصعد التيار "المحافظ" نتيجة عملية ديموقراطية شرعية ...
جل الإختلاف فيها كان على كيفية التطبيق.. لا على امكانية تطبيق الديموقراطية ..

و عندما أتى مكتب الإرشاد الجديد .. فهو أتى على خ
لفية انتخابات أوضحت التوجه فى داخل الجماعة ..
حتى و ان جاز لنا القول بأن التيار "المحافظ" هو الذى يتزعم المكتب الأن و يسيطر عليه ..
فذلك أتى عن طريق شورى انتخبتهم و تحول صوتها من التيار "الإصلاحى" للتيار "المحافظ" إن جاز التعبير ..

و ذلك فهى انتخابات شرعية مئة فى المئة فى رأى .. و أعتقد انه ليس من الصواب أبدا و لا من مصلحة الجماعة إذا كان شبابها حريصون عليها، أن يكرسوا لهذه المفاهيم الخاطأه و يتشدقون بها ..
فالجامعة واحده .. و منهجها واحد .. و حتى الذين لم ينتخبوا فى مكتب الإرشاد الجديد .. هم أعضاء فى الجماعة .. و لا اعتقد انه يروق لهم أبدا أن يرو
ا هذه البلبلة و التشتت فى أذهان أبناء الجماعة ..

و إنى أتسائل .. الى ماذا ترمى هذه المهاترات ..
هل إلى إعادى الإنتخابات .. ؟؟
ستأتى الإنتخابات الجديدة بنفس النتيجة ..

أنا فقط لا اتصور أن تؤول هذه التجاذبات إلى ميل عند البعض بإنشاء "جماعة" جديدة منشقة ..
سواء داخل أو خارج إطار الجماعة الحالية ..

فليس من مصلحة أحد أن يحدث ذلك ..

و الأحرى بنا أن نشعر بالفخر و الإعتزاز بجماعتنا لأسباب عده ..
فقد أثبتت أنها نظام ديموقراطى يصلح لحكم البلاد فى يوم ما..
و أثبتت ايضا انها عصية على الإنقسامات و التشرذمات و هو ما أوضحة بيان فضيلة الأستاذ مهدى عاكف فى بيانه عقب الإنتخابات ..
كما أنها أثبتت أنها منظمة لديها القدر
ة على إدارة الأزمات و التعامل مع الإعلام المغرض ..
الإعلام الذى يحب "الإصطياد" فى الماء العكر ..
و اعتقد أن انسب وسيلة للرد على وسائل الإعلام المغرضة هو ما فعله مكتب الإرشاد من نشر نتائج الإنتخابات على موقع الجماعة الرسمة .. إخوان أون لاين .. و لم تحظ به أى وسيلة إعلام أخرى ..

على كل ..
تاتى الازمات .. لتمحص القلوب .. و تنقى الصف .. و ليجلس كل منا يراجع نفسه فيما قد يصوره له الشيطان من أنه انقسام أو انشقاق او ما إلى ذلك ..
و لنبدى الكثير من الإحت
رام و الثقه و الإعتزاز بقادتنا ...
الراحلون و القادمون ..



الراحلون .. نهدى لهم جزيل الشكر على ما قدموه فى سبيل الدعوه ..
و جزاهم الله عنا كل خير ..



و القادمون .. نعبر لهم عن ولائنا و نبايعهم على السمع و الطاعة فى الحق .. و ندعوا الله لهم بالثبات و التسديد فيما تجرى به المقادير ..















السبت، ديسمبر ١٩، ٢٠٠٩