فرحي

اصنع بطاقتك مع شبكة أفراح

الاثنين، ديسمبر ١٨، ٢٠٠٦

خـــــبــــــر

.. لا تراعي حين يأتيك الخبر
.. أن قلبي
..ضقت منه
.. و ضاق مني
.. فانتحر
..لا تخف
.. حين يأتي طيف روحي زائرا
..وقت السحر
.. حين تسمع همسه
.. و بكائه
.. حين تشعر أنه
.. مكث عندك و إستقر
***
.. إن قلبي عَـزَهُ
.. أن تفرق بيننا دنيا البشر
.. أن يعيش بقفر واقعنا الأ َمَرْ
.. ضاق مني
.. و ضاق منك
.. و ضاق من كل البشر
.. فامتطى فرس السعادة
.. و السلامة
.. و انتحر
***

الجمعة، ديسمبر ١٥، ٢٠٠٦

::دعوة للموت::

صرخوا بوجهى قسوةً..
لا تدمعي ..
لا تجزعي ..
تناسى الألم ..
و أنسي الجراح ..
ما الجرح إلا طعنة فى القلب ..
او ذبح ..
و راح ..
و الدم ليس بكثرة ..
بل قدر ينبوع مُساح ..
لا تصرخي ..
حين إقتلاع الروح ..
فى النزع الأخير..
أو تألمي ..
من إكتواء النفس ..
فى عمق الجحيم ..
ما الأمر جلٌ أو خطير ..
ماذا جرى ..
كي تسقط الدمعات سيلا كالعرم ..
غاية الأمر أن قلبا ..
كان بالأمس فتىَ ..
و اليوم قد أضحى هَرِمْ ..
***
و العمر يمضى ..
و الحياة ..
و الدم يجرى ..
و المياه ..
و الكل منتهيٌ صِباه ..
و عجلة الدنيا تدور..
و الحزن يغرق فى البحور ..
لا تطلقي ألأهات من ألم الفراق ..
العمر يرحل ..
و الرفاق..
و الكل ماض ٍ فى السباق ..
و الكل لن تبكيه منك ِ دمعة ..
و لن يضئ لعتم ليلك شمعة ..
فلتخلعى ثوب البكاء ..
و تحلقي فوق السماء ..
و لتقتلى فى القلب ..
ما ظل من ذكرى وفاء ..
أو ليل أ ُُُُُُنس ٍ فى الشتاء ..
أو صوت همس ..
أو غناء..
و لتدفني صوت النداء ..
و كل طيف للبراءة..
يستهل مع المساء ..
و تعلمي كيف الجفاء ..
و كيف يقسو القلب ..
فى دنيا الهراء ..
ما الحب إلا قصةٌ ..
أسطورةٌ ..
أكذوبةٌ ..
و من الخيال ..
و دربه درب محال ..
و داءه داء عضال ..
فلتدفنيه و ترحلى ..
نحو الظلال ..
***
رَمَقـْـتـُهمِْ ..
فى عيني مليوني سؤال ..
و دوى صمت و إنفعال..
و القلب يرديه إشتعال ..
فأنا بشر ..
هل بلغكم أنى حجر ؟؟..
أو أن قلبي مات فيه الحس ..
من قيظ الضرر ...
أو ذاق خمرا فى السهر ..
أنسته آلاما عظاما ..
وإنتحابا فى السحر ..
هل بلغكم أنى قمر ...؟
يدور لا يعبئ بما ..
أثخنه من عمق الحُفـَر ..
لا ..
إنني ما زلت أنثى ..
تعيش فى دنيا البشر ..!!

السبت، نوفمبر ٢٥، ٢٠٠٦

لا تخذليني دمعتي



إنتظري من فضلك .. أرجوك .. لحظة يا دموعي سأخرج المنديل .. لو سمحت لحظة .. سأطأطئ رأسي .. لا تفضحي

أمري أرجوك . الناس لن تفهمك يا دمعتي الغالية..لماذا تصرين على قهري أمام عيون البشر التى لا ترحم .. إنتظري أرجوك.. لا تسقطي الان.. أنت تعرفين العقد الذى ستنفرط حباته بعدك.. بالله عليك رفقا بقلبي هذا الذى لم يعد يدرى من له و من عليه فى هذه الدنيا .. لا تكوني معهم عليه ... أنت الوحيدة التى ظلت معه ...إنتظرى أرجوك لا ترحلي أنتى الأخرى بهذه السرعة ...دمعتي لا تخذليني.


أنظري فى عيون الناس البلهاء، خبرينى من سيفعم بريقك؟.. و من سيدرك رقصك على خدي.. ؟؟سيظنون أنه تلألأ حلي و رقص طرب ... بال جهلهم عندما يرون حريق النار نورا .. يال سذاجتهم ... هذا رقص الطائر المذبوح يا قساة القلوب .


دمعتي.. قلت لك لن يفهموك.. أنا فقط أقدر قدرك يا حبيبة...لا يا دمعتي .. لا تخذليني رغما عني .. دمعتي .. دمعتي..


لماذا ؟؟ لماذا يا مدعتي فى كل مرة استجديك عطفا و تخذليني؟؟ فى كل مرة أستميحك عذرا و لا تعذريني ..


أما أنا .. فأعذرك يا حبيبة .. و لذا سأترك لك العنان .. و سأسرحك من سجنك .. كفى على قلبى سجنة

إنطلقي و لا تراعي.. أمام الناس أو فى ظهرهم..بجوف الليل او بالنهار ...كما تشىئين .. تركت لك الإختيار...فوقتما أردت التنزه فى شرفة أهدابي .. أو بهو وجنتي..فالأمر لك .. يا كالكتي و مولاتي.

الثلاثاء، أكتوبر ٢٤، ٢٠٠٦

بأي حال جئت يا عيد




ثلاثة أيام بكاء متواصل .. قبلك أيها العيد ، و جروح لا حصر لها.. قلب تهشم .. لن أقول إنكسر ، و عينان أقل ما يصفهما فى أنتفاخهما أنهما قاربتا على الإنفجار .

لماذا جئت يا عيد . و بأي حال . ألم أقسم عليك فى عامك امنجلي ألا تطرق بابي ؟ إستحلفتك أن تمضى متسللا على أبواب الخلائق دوني .. رجوتك ألا تأتيني زائرا .. فليس لك فى أرضي وطن ، و لست أطيق أستضافتك ، أنت عندى كسائر الأيام ، بل ربما الأيام دونك لا تقسوا علي كما تفعل .. جميع الناس فيك فرحى .. إلا قلبي .. الكل بين أهله و حبه و أخلائه ، إلا أنا ، الكل ينتظرك بفارغ الصبر ، أما أنا فأتمنى ألا تأتى ، و أتمنى أن لا أعيش بك و لو دقيقة .

إرحل أيها الضيف الثقيل ، لا مكان لك فى قلبي ، إرحل و لتأخذ معك الوعود الكاذبة بالسعادة ، إرحل .. و لترحل معك كل الأماني بالفرحة بعد كل هذا الحزن ، لم أعد أصدقها ، لقد تعود قلبي على الحزن .. و تعود الحزن على قلبي .. و ألفته الهموم و الألام .. ما عادت تبغي غيره وطنا و مقاما .
كل عام و أنت كسير يا قلبي .. كل عام و أنت للحزن أقرب .. و على الهم أدوم .. كل عام و أنت جنين الخطوب .. كل عام و أنت وليد المأسي .. كل عام و أنت يتيم الفرحة .. كل عام .. و أنت أنت كما عهدتك دوما ، مثخن الجراح نازفها ... كل عام .. و جرح جديد .. بداخلك يولد .

السبت، سبتمبر ٣٠، ٢٠٠٦

بين اليقين و عدم الرضا



كثيرا ما يلتبس على عقلي الصغير توصيف شعوري بالرضا مما أنا فيه .. سواء أكان قدرا سعيدا قدر لي أو غير ذلك .. و فى الغالب يجيش هذا الشعور عندي فى الملمات .. فأتسائل ... هل هذا رضا مني بقضاء الله و قدره و يقينا بأن ما إختاره الله لي هو الخير بلا شك .. أم ان هذا إستسلام مني و لا مبالاه تجاه أقداري و أوضاع حياتي التى قد يكون لى يد فى تغيرها .. و لن أستطرد فى هذا الموضوع .. إذ يصل بى منتهاه فى نهاية المطاف .. الى موضوع حار فكري فيه طويلا .. لست وحدي .. بل علماء كبار إيضا .. الفارق هنا أنهم اهتدوا الى ما هو صائب .. و أنا ما زلت أتيه فى ساحات التعجب و الحيرة... و هو موضوع التسير و التخير .. هل الانسان مسير أم مخير.
هنا أسترجع كلام أ.عمرو خالد و هو يردد على أسماعنا كلاما معه نسمو فوق السحاب .. الرضا .. اليقين .. الايمان بالقضاء و القدر .. و بالرزق الذى وزعه الله بالتساوي على عباده .. و هنا ألوم نفسي و أوبخها .. ألا يكفيكي طمعا .. أرضي بما قسم الله لك .. و أحمدي الله على نعمه التى لا تعد و لا تحصى .
ثم أتحدث مع أحدهم عن حياتي و أقدار قدرت لي فى الدنيا .. فيقال لي أنت ما سعيت و ما أستنفذت كل سبل الاخذ بالاسباب ..
ها هو ذا مصلح جديد يطفو ليزيد حيرتي ... و ما الأخذ بالأسباب .. أليس يعد إعتراضا على قضاء الله و سعيا لتغيره .. ؟؟
عجيب أمر عقلي عندما يراوده التفلسف من حين الى أخر .. كثيرا ما أهرب منه عندما تنتابني هذه النوبات .. و لكن هذه المرة كانت النوبة أكبر من أن يحتملها عقلي و قلبي و أصابعي مجتمعين.
أمن الرضا أن أحول من الكلية التى إختارها الله لي .. و بعد ثلاث سنوات .. ام كان ذلك أعتراضا على قضاء الله .. و سأدفع ثمنة باهظا غاليا إن عاجلا أو أجلا .. أهو حقا كما يقال لي .. رد لهدية الله الذي أهداها لي و جحود للنعمة .. أم هو تصحيح مسار لطريق كنت أيقن أنه ليس دربي و لا طريقى .. و لكن .. من أبدي .. اختيار الله و قدره .. ام أختيار عقلي و قلبي .. و ينعته أناس "بالهوى" و أنى اتبعت أهواء نفسي.. الإجابة الطبيعية .. طبعا أختيار الله أفضل.
هل سعي وراء تغير القسم الذى تخصصت فيه فى الكليه للقسم الذى حولت من أجله .. رضاء ام جحود هو الأخر .. كيف أعرف ؟.
و هل و هل و هل .. كثير .. و لكن هل من جواب .. ؟ لا .. مازلت أهيم فى صحراء الحيرة المقفرة .. على أجد واحة مقصدي
أعرف انه يبدو و كأن هذه القطعة هي طلب لفتوى .. و يجب أن تقدم لشيخ حتى يزيل عني الإلتباس .. و لست أعترض .. و لكن عندما يفيض التنور .. لا بد و أن يظهر ما فيه .. و قد فار التنور فى قلبي .. فخرج تدوينة تعكس ما يدور على صفحة العمق الغامض فى الظلام


الثلاثاء، أغسطس ٢٢، ٢٠٠٦

سيرحلون


كما عهدت زماني دائما.. يتشابه ماضيه و حاضره .. ينطوي نهاره .. لتأتي ألامى و آهات ذكرياتي على عباءة ليل قاتم لا ينجلي.. أو كذلك يخيل لي .. فهو فى قلبي داج العتمة .. طويل الرقاد..يتلذذ بإيقاظ حسراتي و عبراتي فى حنايا الحشا الممزق الكسير..و لانها سنة الكون .. فهو يمضى متثاقلا.. و كأنا يعز عليه بزوغ الفجر على روحي.. بظن أن فجرى يختلف عن ليلي البائس.. يظن أن شعاع الشمس فى ناظرى نورا يهدى ..أ و أمل وليد .. ينبثق من جوف الظلام .. يخيل له أن زقزقة الطيور المحلقة فوق رأسى فى عنان السماء.. يطربني و يشجيني.. و لأنه يحاسبني كما يحاسب سائر البشر.. و لانه يظن ان ما يعتري البشر يعتريني.. و لانه لا يدرى ان الصباح عندى هم و غم .. و لانه يظن ان الصباح يسعدنى .. فهو يضن به علي !!
لو يعلم .. أننى أخشى الصباح .. أخافه .. تعميني أشعة شمسه الساطعه .. و تصم أذنى زقزقة الصافير.. أسمعها صراخا و نواحا على حبيب مفارق لا محالة.. الصبح عندى .. ودااااع .. و صراااع .. فى كوانحى .. بين حبي و قدري !! الصبح فى حياتي .. سرداق سرداق عزاء مهول .. أودع فيه مع كل إطلالة .. جميع أحلامي و أمنياتي.. يقتل فيه قلبي مليون مرة .. و تقام فيه مراسم الحداد على الحب التعيس .. على الوليد الذى مات جنيانا فى الحشا.. و على أمه!! الصبح معي يتنفس زفارتي فى النزع الاخير.. كل يوم .. و أنا اموت مع كل إشراقة. شعاع الشمس .. طارق بالرحيل.. مؤذن ببعد مستبين .. و سحائب الهم .. أضحت غمائم سود .. أتت بغرابيب سود .. تنعق فى وجهي ..
" مع كل صبح .. سيرحلون .. سيرحلون .. سيرحلون"ا

الثلاثاء، أغسطس ٠٨، ٢٠٠٦

أغلق جوالك..أنصر إخوانك

أخي الكريم . . أختي الكريمة . .

إنهم يعصون الله بحقوق أمتنا . . أفلا نعصيهم مدنيّاً

بادر بالنشر ولا تكن سلب

(إضغط على الصوره للتكبير)

الجمعة، يونيو ٠٢، ٢٠٠٦

فيلم


فى كل يوم .. يتكرر ذلك المشهد الرهيب .. يمضى نور الصباح يحث الخطى نحو الظلام .. و المشس تسرع بالافول.. حتى العصافير علي الأغصان أصابها الوجوم .. و الناس قد غطوا في موتتهم الصغرى .. لا حراك .. تتجرد الدنيا من كل مظاهر الحياة .. و يسود الظلام .. و يسبل الليل الستار علي .. و انا وحدى .. و أسمع صوتا قويا مدويا .. صوت يصم أذنى أنا فقط .. صوت الصمت .. صوت السكون الرهيب القاتل .. , أدقق .. و أنصت .. فأسمع صوت الاشئ .. أسمعه يؤذن بالأحزان و الأهات و الذكريات الأليمة .. أسمعه يأمرنى بما أعلم و لست أفهم مغزاه .. ة أرانى و بدون إرادتي و بدون مقاومة أسترجع شريط الذكريات الطويل .. أراه يمر أمامى ببطئ شديد، و كأنه يمعن النظر في ملامح وجهي .. و يريد أن يرى إنطباعاتي علي محياي .. و كأنه يقصد و يتعمد أن لا تمر لقطة من هذا الفيلم المثير، دون أن تترك ندبة واضحة، إن لم تترك جرحا ينزف.

****

أرى اللقطة الأولى .. فيقشعر بدنى .. و تتوقف نبضات قلبي .. و أصغى .. و أسمع .. هدوء .. و هدوء .. و صوت سيدة تأن فى جنح الليل .. لا أفهم .. لست أدري .. فأنا لا أرى إلا الظلام .. و لكنى أسمع ..و يضئ المسرح .. و أسمع أيضا .. و أرى .. أسمع صوت طفل يبكى .. و أراه .. إنها طفلة .. طفلة قاومت كى تولد .. و بكت حين ولدت .. لماذا .. لم تكن تعرف أن الحياة فى ظلمات ثلاث أفضل بكثير من نور ساطع يخطف الأبصار .. و بقود المنبهر به الى .. الى .. الى اللاشئ .. و يمر شريط الأحداث .. و يختير أسم للمولوده .. اسم جميل .. ليت لها منه نصيب .. و تنمو الطفلة و يخدعها نور ساطع تسير خلفة دون وعى أو إرادة .. و لكنها أحيانا تجد فى طريقها منعطفاً تسكله .. أيضا دون وعى .. و أحيانا كثيرة يكون الطريق الى .. نور أخر .. و لكنه يهدى .. و يترك لها الفرصة كى تقرر و تحتار .. و لكن الطفلة .. ترجع الى ذلك النور التى تنساق خلفه .. فاقدة أدنى إرادة.. فهى تحب الاسهل و تكره أن توضوع فى موضع اختيار .. كما يسرد الفيلم فى أحداثه.

****

و تكبر الطفلة و تكبر .. و يواجهها فى حياتها مالم تكن تتمناه .. و تتعثر مرار و تكرارا و قلما تقوم دون جروح.. و تهب الرياح كلما قامت .. و تقاوم و لكن عودها ضعيف .ز فكلما قامت و ثبتت نفسها و أرسلت جذورها فى التربه .. تقتلعها الرياح العواتى و الاعاصير الفتاكة.

و فى كل مرة .. تفقد احساسا .. أحيانا تفقد الحب .. و مرارا دفقد الأمل .. و كثيرا ما تفقد الامن .. و لكن قلما تفقد اليأس و الحزن .. فهما من نسيج تكوينها .. و تحاول التعايش مع الواقع المرير .. و لكنها تهرب الى منعطف الاختيار .. و تختار .. و لا يواتيها الحظ .. و تخفق حتى فى الاحتيار ..

و بينما هى كذلك، ترى أيدي كثيرة تمتد إليها .. و يرعبها و يهولها المنظر .. و تحاول الهرب .. و لكن الأيادى تكثر و تزداد .. يلفت أنتباهها يد بيضاء من بين جموع الأيادى السود.. فتتشبث بها و تذهب معها .. الى أين .. هى تحس أنها فى أمان .. و أنها فى أمان .. و أنها ذاهبة الى الجنة .. و لكن أين تمضى بها و الى أين .. لا تدرى .. و منذ ذلك الوقت .. و هى تحس انها فى الطريق الصحيح .. و لكنها لا ترى له معالم أو نهاية .

تمضى .. و بجانبها نور تلك اليد التى لا تكف عن السير فى نفس الدرب .. و لكن الطفله التى أصبحت فتاه.. تسير هى الاخرى .. و لكن خلف ذلك النور .. التى تراه نقطة بيضاء فى هالة سوداء.

****

و يقترب الفيلم من نهايتة التى تبدو بدون نهاية .. و أرى الفتاه جالة على سرير متواضع و فى يدها دفتر منهمكة هى بالكتابة فيه .. أتعجب لأمرها .. ماذا تفعل .. و ماذا تكتب .. و لكن الفيلم يتوقف عند هذه اللقطة .. و فى الخلفية أسمع صوته .. صوت محزن .. صوت يقتل الامل فى حياتى.. أحس أنه لا جدوى من الأمل .. أسمع صوت عقارب الساعه .. تلدغنى فى الثانيه الف مرة .. تصرخ فى وجهى.. سيمضى عمرك ثانيه بعد الاخرى .. و سترينة يمضى مسرعا نحو السراب.. و تناديه .. و تستصرخيه ان ينتظر .. فينظر اليك نظرة كلها الحزن و الأسى .. دون أن يقف .. و تطل من عينيه دمعة ألم .. و كأنه يودعك .. ثم يمضى .. و لا يعود .

****

أنظر ثانيه الى الفتاه .. و قد كفت عن الكتابة . . و أخذت تنظر الى بعين الشفقه .. و أخذنى المشهد .. فلم أدر وقتها .. من أنا .. أخذت اقترب منها .. و أقترب .. و إذا بى أرى المستحيل .. تلك التاه .. بطلة الفيلم المشوق .. تشبههنى الى حد كبير .. و أسمها مثل إسمى .. تماما .. إسمها آيه .. و يال أسفى .. أكتشف أنى أنا بطلة الفيلم البائس .. و تضاء أنوار المسرح .. الذى أجلس فيه وحدى .. مؤذنة بانتهاء عرض ذلك اليوم .. على أن يستكمل العرض فى الغد .

و أسمع أصوات الناس فى الخارج .. أيقظهم اله و رد اليهم أرواحهم .. فأستجمع شتات نفسى المبعثرة .. و أذهب الى سريرى .. الذى هو سرير الفتاه .. و أسدل الغطاء علي .. و أبدئ أنا فى رحلة الموت الصغرى..و يصحوا الناس.

*****

الأحد، مايو ٢٨، ٢٠٠٦

لينا أحمد الفيشاوي.. بنت هند الحناوي


أشهر قضية نسب فى مصر .. قضية نسب الطفلة "لينا" للممثل الشاب أحمد الفيشاوى ..الذى كان على علاقه بأم الطفلة "هند الحناوي" .. حسمت تلك القضيه البارحة فى حكم وصفه كثيرون بانه انتصار للشريعة... ف قد حكمت المحكمه حكما نهائيا غير قابل للطعن بنسب الطفلة لينا إلى الممثل أحمد الفيشاوى .. و تبينت أبوته لها .
و من الطريف أن القاضى أحمد رجائى إبان إصدار الحكم أخرج ورقة من جيبة و قرأ منها أبياتا من قصدية لنزار قبانى تقول
ليراتك الخمسين تضحكني ..لمن النقود؟ لمن يجهضني ... لتخيط لي كفني هذا إذا ثمني..ثمن الوفا بأسيرة العفن... إني سأسقط ذلك الحمل... لا أريد أبا ندلا وليس أبا

حكم مشجع أم رادع

تناثرت أقوال و بقوة .. أثناء تداول القضية فى السنتين الماضيتين حول مسألة إقرار المحكمة ببنوة "لينا" لأبها أحمد الفيشاوى.. إذ إعتبر كثير من الناس كون هذا الحكم مشجعا للفتيات اللواتي يسلكن الطرق الملتويه فى العلاقات العاطفية أن يقدمن على الزواج العرفى و الذى أنتشر فى مصر بشكل أضحى بارزا على الساحة .. و أن الفتاه لن تخشى بعد ذلك نسب أبنائها الى الأب إذ حدث و تنصل من نسبهم إليه.

فى حين عبر فريق أخر عن إطمئنانهم إزاء هذا الحكم إذ أنه قد يكون مثالا تتعظ منه الفتيات الساذجات .. فلا يفرطن فى حقوقهم مع شباب لا يستحق أن يقيم بيتاا


طفلة لا ذنب لها

و مع إقرارى القطعي بجرم ما فعله أحمد و هند .. و إيقاني الشديد بواقحته على الاقل .. إلا ان نتاج هذه العلاقة الاثمة كانت طفلة صغيرة لا ذنب لها فى الدنيا .. كل ما إعتراها انها ولدت لأبين لا يعرفان معنى الاستقرار فى حياة زوجية كريمة .. و لا يقدران قدسية ثالث الميثاق أخذه الله على عبادة .. بعد أعظم المواثيق .. مياقثقه على الانيبياء .. و ميثاقه على بنى إسرائيل ..
كانت "لينا" ستعيش فى مجتمع ينظر لها على أنها طفلة غير شريعة جائت عن طريق الزنا المحرم .. كانت المسكينة ستدفع ثم خطأ ابواها المستهترين .. فى حين أنها بريئة ولدت على الفطرة التى فطرها الله عليها...
كانت تؤرقنى جدا هذه الخواطر .. فمن حق تلك الطفلة ان تتمع بحياة طبيعية كبقية الاطفال.. و تعامل على أساس كونها بشرا و روحا أنسانيه جاءت للحياه نتيجة خطأ لم تقترفه اليوم عرفت حكم المحكمة .. كم كان له وقع البرد الذى أثلج صدرى.. لسببين
أولهما
. . نسب الطفلة المسكينة الى أبيها الحقيقى الذى كان يتنصل منها .. نتيجة لإستهتاره و عدم إحساسه بالمسؤلية
...
ثانيها : ليعرف ذلك الاب ان الاخطاء لا تمر هكذا دون دروس و ان الهرب من الحقيقة لا يفيد ..

أما "الست" هند التى لست أدرى كيف طاوعها عقلها المنور ان ترتكب ما إرتكبت .. فأجروا الله ان تتوب من فعلتها الشنيعة .. عل الله يسامحها على ما اقترفت ..


أى سعادة تلك

لست أعرف أى سعادة تلك فى الزواج الخفى المتستر عن عيون البشر و كأنما هو جرم .. هو فعلا كذلك .

أى سعادة تلك التى لا تدق فيها طبول الفرح .. و لا يعرف العالم بأسره باجتماع فلبين حبيبن فى عش دافئ بنياه بشرع الله .. و عمراه بالتقوى و الايمان

أى سعادة تلك فى حمل يثير فى داخل الأم هواجسا مخيفه عن مستقبل ذلك الجنين القادم للدنيا مع إحتمال إنكار أبيه -المستهتر عاده -له... أتكون السعادة فى الهرولة بين المحاكم فى محاولة نسب الجنين لأبيه .. أم تكون السعادة فى تلك اللحظه حين تصارح الام زوجها بحملها .. فيطير فرحا بها .. و يهيم شغفا بها و بطفله الذى تحمله فى أحشاءها .. فيسهر على راحتها و يلبى طلباتها من مجرد نظرتها.

و من الاسئلة المحيرة أيضا .. لماذا يلجئ ذوى النفوذ و المال و السلطان الى الزواج العرفى السرى و الذى هو أقرب للزنا منه الى الشرع ..
أتسال ما هى معوقات تيسير الزواج الشرعى لهم .. ألا يجدون مسكننا من غرفتين و صالة .. أم ان دخله لا يتعدى ال 500 فى الشهر
أم ربما لم يكملوا سن الزواج القانوينى .. و هذا أمر مستبعد تماما

إذا كان هذا حال الموسرين .. فكيف بالشباب البائس الذى يتخرج من كليات القمة ليقبع فى البيوت .. و مع ذلك يصون محارم الله و يتقيه


حفظ الله شباب أمتنا و بناتها و حصنهم و أعفهم فى مثل هذا العصر الفتان

الخميس، مايو ٢٥، ٢٠٠٦

My day dreams



Day dreaming .. one of my dearest hobbies..every body knows what day dreaming is .. and i am pretty sure that all of us have experinced this phenomenon.

It deffers from one person to another .. how long it takes for some one to recover and come back to true life .. also the way it is performed .

Is it just thoughts roaming around one's mind, but in the same time it does not influnce his life , or perhapes some tears would drop out , or may be a smile resembels what is taking plac
e there between one's mind folds.

As for me .. i have a strange kind of day d
reaming and i admit it .. some times I realy think it is stupid to feel that way.

Day dreams are about 40% of my day .. -I am not exaggerating- .. when I am alone - and this happens alot- I allways day dream .. when i am transporting this is a must .. when I am reading or even when I am studing.

I do it every now and then every where.

I bet you think I am that kind of a lo
nely girl .. who speaks occasionly .. and most of her day enclosed in her room reading books , no .. that is not me .. which I see it strange also some how .

I am so interferring with my society, so much to an extend I see it affecting me negtivly some times .. becuse I care about my relation with people more than caring about my future for example.

I tried asking my self .. why do I day dream alot ? and i found some answers .. my be they are not convencing to many but at least to me they are.

I said may be because i find in my dream what i dont find in my real life .. or even in those dreams i see when i sleep .
I can day dream I am a princess and sure I am not .. althougt I dont do it alot because it does not occupay my thinking or interrest.



I always dream that I am a bride in my white wedding dress.. I love that scene and sense .

I also dream too much of being the youngest , most astonishing and well known politician.

Another reason I found for my phenomenon is that wastes my time , is that I find it my only reasonable shellter for ascaping my daily stress offcourse beside sleeping which is also another time wasting object.

That was how and why I day dream, now the most annoying matter about my day dreams is that it influnces my life greatly.
I cry .. I smile .. I get depressed for days sometimes .. or so happy that it is obviously noticed ..

some times I say the words of my day dreams loudly.. strange right !

Any way .. as long as it does not do me harm in my life .. i will keep doing it..and love'n it.. cos in a way or another it gives me hope in life .. and improves my imagination skills and helps draw an out line of my real life!

لماذا أريد ان اتزوج

حاولت مرار و تكرار...ان اصارح نفسى لماذا اريد ان اتزوج...و لماذا دائما ابى يقول لى انتى دونا عن اخواتك...اخرجى هذا الفكر من راسك.. حاولت ان اعرف لماذا يحاول ابى اخراج هذه الرغبه من قلبى...لست اعرف..و ايضا لم اعرف ان اصف ابدا عندما امسك الورقه و القلم...لم اعرف كيف اصف شعورى تجاه الزواج او لماذا اريد ان اتزوج.. ممكن اتكلم بالعاميه عشان اعرف اعبر..


1_احتواء...و اعنيها...بكل ما تحمل من معانى معنويه و حسيه....يعنى لما حد يحتوينى و انا خايفه ... او لما حد احس انى باحتمى فى حضنه.. او لما باحتاج الحنان... دايما باشبهها فى عقل بالى...بقطه صغيوره لما تكون بتدور فى كل مكان عن حاجه هى مش لاقياها بس حاسه انها محتاجاها جدا...و جيت انت ...و ما ادتيهاش الى هى عايزاه...بس خليتها تنسى الحاجه دى لما نامت فى حضنك..و هى صغويره كده..و تقوقعت على نفسها كده...و نامت.
مش عارفة ليه باحسه الاحساس ده.

2- الاستقرار...تعرفوا لما الدنيا تكون بتشتى...اوى...و انت لابس لبس خفيف...و مش معاك شمسيه..و كمان الدنيا ليل..و انت خايف...و تدور على اى مكان تتدارى فيه..و عمال تروح يمين و شمال و تجرى..و قلبك من جوا بيدق اوى...و بالك مشغول جدا....و فجأه تلاقى بيت دافى جميل
و هدوم ناشفه...و سرير رائع...و كل ده بتاعك..و ه
يفضل بتاعك خلاص..و بقيت خلى البال..و مش خايف..و مبتسم كده و انت مغمض عنيك و مستلقى على السرير..هو ده الاستقرار عندى.
و لكن برضو فعلا..ما حدش هيحس بمعنى الاسقرا
ر و بالذات النفسى و الى يندرج تحته العاطفى...الا لما يتزوج.

3-المشاركه الوجدانيه... ان يبقى عندى حد بحبه اوى...يهمنى امره...دايما مشغوله عليه...معاه بقلبى قبل ما اكون بجسدى...يجى من الشغل تعبان ...مهموم...يلاقى الى يخفف عنه...يسمعه ...و يرمى همومه و احزانه فى حضنه..يشيل عنه...و لما يبقى فرحان...يلاقى فراشه رايحه جايه فى البيت...بتغنى...بتبتسمله...الفرحه مش بتساعها لما تلاقيه فرحان..
و هى كمان...يوم ما تكون زعلانه...بتعيط...تلاقى ا
لى يمسح دمعتها بيد حنينه..و يهديها بكلمه حلوه تنسيها همومها... يحسسها انو معاها لو الدنيا كلها سابتها..

هى دى النقطه الرابعه

4_ الامان... انى اعرف انى مع الانسان الى انا اخترته...مافيش حاجه تخوفنى..طلاما هو جمبى.. الخوف المادى بتاعنا..الى لما باخاف من الصرصور..و لا الفار...اه موجود...و لكن لما هو بيكون جمبى و يحسسنى انو "ما تخافيش و انا معاكى..فداكى روحى" فعلا ساعتها تحسى ان انتى فى امان و تنامى قريره العين.

5-الالفه...عارفين يعنى ايه إلف؟؟ او ليه بنقول قطط اليفه...لانك من كتر ما عرفتها و عاشرتها و حبيتها..خلاص بقيت تحس ان انت و هى واحد...ما باقتش حد غريب عنك...هى و هو كمان...الفوا روح بعض...عرفوا بعض اوى و حبوا بعض اوى لدرجه انهم خلاص ما عدش حد فيهم يعرف يعيش من غير التانى..حسوا ان هما فعلا ربنا خلق فلانه مامت فلان و فلانه مامت فلانه عشان سبحان الله يجيبوا الود دا و البنت دى ...الى يبحان الله جمعهم القدر مع ان كل واحد فيهم كان مولود فى بلد غير البلد...عشان فى الاخر...مكتوب عند ربنا...ان ده...لدى...و دى...لده...عشان هنا تؤأم روح بعض..

6_ بيت صح بجد...مسلم بجد...لا اخوانى و لا سلفى...مسلم الاول...قبل اى حاجه...بيت ما تهزهوش المصايب و لا تاثر فيه المشكلات..بيت يشار اليه بالبنان...هو ده البيت الاسلامى..
صلاه فى اوقاتها بتتصلى...غض البصر بيتط
بق صح...تقوى الله فعلا...الفجر سوا...كل البيت..الزوج و الزوجه و الاولاد..و بعدها الاذكار مع بعض...جلسه يوميه جميله بعد المغرب...فيها الروحانيات تزداد..و الترابط الاسرى معاها تقوى..تفوق فى كل مجالات الحياه..اخلاق..دراسه...فنون..هوايات..رياضه..
كله..كله. بيت
كامل متكامل من كل حاجه..

8-الامومه...دى لوحدها حاجه مهما اتكتب فيها مش هيكفى...الاحساس ان النونو ده بتاعك..انتى الى جبتيه...من دمك و من لحمك...حته من قلبك...احساس رائع..مش ممكن تعرف توصفه ولا حتى الى جربته...لانو فوق مستوى الوصف..
و لكن اكيد لما الحاجه تكون بتاعتى انا.. هاكون ب
احبها...و اكون باحبها..اكيد هاحب تكون احلى حاجه فى الدنيا...و هاحافظ عليها بنن عيونى...و لا عمرى يهدالى بال لو شفت فى عيونهم دمعه...و خصوصا لو كنت انا السبب فيها.
الامومه دى احساس رائع..


7-العفه... مش محتاجه اتكلم فيها..كل الناس عارفه ان دى سبب مهم جدا...وليدة الحب..و بيها بيقوى الحب اكتر و اكتر...بس ما تكونش هى الاساس...يعنى ما تكونش هى هدفى...و اول ما يتقال "زواج" يجى فى بالنا المعنى ده...العلاقه دى نهايه مطاف الحب...كقيمه...و هى دافع الاستمرار....مش فى الحياه...لا...فى الحب..


طولت عليكوا اوى...دا ما يجيش واحد على الف من الى جوايا..و لكن الى قدرت اعبر عنه بس..هو الى اتكتب فوق.. و كمان دى مش مثاليه...نقدر...بجد نقدر نخلى بيوتنا دى جنه فى الارض... و سكن و موده و رحمه و سعاده..و كل المعانى الجميله.. و لكن.. ما هما كان...فى مشاكل...و فى سحاب هيعلى....بس لو احنا اقوى...لو احنا بنحب بعض...هيعدى...و هنقول سحابه....و عدت...و هنقوم و نفض هدوما...و نمسك فى ايد بعض..و نكمل المشوار.. و نيجى يوم القيامه...بدل ما كل واحد مننا يفر من التانى...نيجى احنا مساكين فى ايد بعض...مش خايفين..لاننا فى الدنيا...كان هدفنا من كل ده....ربنا...بيت مسلم صح...يكون لبنه فى جدار الامه الى بتنهار...لعلنا بقابل بيه ربنا...و يكون معذرة لينا عنده و عند نبينا محمد

مع تمنياتى للجميع بقفص زوجية سعيد .. قصدى بعش زوجية سعيد


تعليق جريدة المصرى اليوم على الموضوع



الثلاثاء، مايو ٢٣، ٢٠٠٦

منطق نجمة

بينما أنا غارقة فى بحور تأملاتي ..سابحة فى خضم أحلامي التى تلفنى .. أطل من شفرتى البيضاء التى أتربع فيها بلا منازع .. تتدلى على جنباتها الاغصان .. و تهب عليها نسائم الليل الباردة .. تنعشني .. أسترخيت فى عرشي الأثير و أغمضت عينى فى هدوء .. ما أحلى الأمان .. و ما أروع السكينة فى رهبة الليل ..

و بينما أنا كذلك فتحت يعني .. فإذا بي أرى بهاء صفحة السماء القاتمة تزينت فى أبهى حللها .. لوحة مرصعة بالجواهر المضيئة .. تتلئئ النجوم فيها و تتراقص .. كالعذارى يتمايلن فى ضوء القمر .. إرتسمت على شفتي بسمة بهجة .. و بينما أنا فى حرم هذا الجمال الرباني .. التقت عليناي بعيني نجمة متلألئة .. كانت من أكثر النجوم ضياء .. و أروعها نورا .. و أبهاها سنا .. تبسمت لها مرحبة .. فأشاحت بعينيها عنى .. فى إستعلاء . غاص قلبي فى جوفي .. و ضاقت الدنيا علي بما رحبت .. و أظلمت .. جعلت أتذكر شريط الماضى .. أتسائل :هل صدر مني ما أزعج النجمة ؟! و لم أجد فى ماضي ما يستدعي من تلك النجمة تجنبي .. هالني أن تشيح بوججها عني .. ماذا إقترفت .؟ إستجمعت قواي .. و قطعت حبل أفكارى المثقل .. و شق صوتى السكون ..

- هل أنت غاضبة منى أيتها النجمة ؟

وقع على أذنى ردها ليزيد همومي و تساؤلي و قالت فى إحتقار ..

- و من أنت حتى أغضب منك أو يسترعينى أمرك ؟

سألتها و الحزن يعتصرنى .. و الأسف يعلوا محياي .. و الدموع يتطل من عيني ..

- لست أفهم .. ترى ما يدعوك للإنتقاص من شأني ؟

أجابت فى إس
تخفاف
- ما أنت إلا حجرة حقيرة تقبعين فى صدفتك الزهيدة .. فى قاع المحيط فى دنو .. لا يراك الناس أ, يبدون إعجابهم بك .. حتى حين أس
موك .. نعتوك بالحجرة .
نظرت إليها يملؤنى ألاسى و الشفقة أيضا عليها . تطلعت إلي فى إرتقاب .. و كأنما تنتظر تعليقا . تبسمت و قلت لها فى حزم ..

- تلك الصدفة التى تحقرين من شأنها .
تحوى بداخلها ما ندر وجوده .. و غلى قيمة .. تحمل فى طياتها لؤلؤة .. تسمينها أنت حجرة .. و نسيت بقية الأسم .. "كريمة" تلك الؤلؤة يتسابق الجميع للظفر بها .. و كثيرا لمجرد النظر إليها .. و حتى النظرة تعز على كثيرين .

ثم إس
تطردت مادحة بكلام ذا مغزى.
- أما أنت يا نجمتي ..فالكل يراك ِ فى علياءك .. و لا تتعززين على طالب الوصال .. و إن كا
ن لا يلمسك يدا .. و لكنه يراك ِ دون عناء .


أجابتنى فى وجوم ..
و تذمر ..
- بلى .. و لم لا .. أنا أمنح سناي للجميع و لا أضن به على أحد .. أو اتمنع .. بخلافك أيتها الؤلؤة .

أجبتها ..

- و هل عبت ذلك فيك ِ .. لم أصرح أو ألمح بكونه عيبا
.. كل ما نبهت إلية ان دورى أن أكون نصيب المجتهد .. و جائزة المثابر .. ليعرف معنى تكبد المشقة .. فى طلب النفيس الغالي .. و يذوق طعم الانتصار فى أخر المطاف .

أشاحت بوجهها
مستطردة ..

- حتى طالبوك .. تكبدينهم عناء المشقة للحصول عليك .. أو حتى مجرد النظر .. فهم يجدونك ملقاة فى قاع المحيط السحيق .. تحت الصخور و أسفل سافلين ..

تبسمت فى شفقة لمنطقها العجيب
.. قاءلة :
- كثير كنت أسمعهم يقولون .. ما جاء
بسهولة يذهب أيضا بسهولة .. لم أكن أدركها جيدا .. اليوم فهمت منعى أن يعنى أحدهم بالبحث عنى .. و يكابد فى سبيلي المشاق .. و فاذا حصل علي بعد العناء .. كنت فى قلبة و عينه قبل أن أكون فى خزانتة ..

أما بيئتى التى نشأت فيها .. فمع قريناتي من اللألئ و بين مدن الشعاب المرجانية التى تسلب لب الكثيرين .. حتى صدفتي المتواضعة تتضمن جوهرأ نادر الوجود .

ثم تبسمت موجة ن
ظري لها ..

- أما أنت يا نجمتى العزيزة .. فيأسر الناس سناك الوضاء .. رغم معرفتهم بأنه ليس أشعاعا من نسيج تكوينك .. إنما هو إنعكاس ضوء الاقمار على صفحتك الحجرية ..

رمقتني فى ترقب و قالت :

- و هل يعيبنى أيضا أنى أنهل من ضوء الأخرين حتى أنير دروب الناس .

حركت رأسى معلنة ‘تراض
ي .. و تبسمت لها و قلت :

- بالعكس تلك من إحدى مميزاتك يا عزيزتى .. فخير ال
ناس أنفعهم للناس .. و ليس بعيب أن تعكسى مزايا غيرك ليراها الناس .

علت وجهها بسمة رضا ما لبست أن اختفت من جراء عنادها و قناعتها بالافضلية .. و أنبرت قاءلة .

- أنت .. من يعرف بوجودك هنا فى مستقرك هذا .. قد تظلين مجهولة طوال حياتك .. لا يعرفك أحد .

كدت أخرج عن صوابي من كلماتها المستفزة .. و منطلق أفكارها الذى لا يقبل التغير .. و لكنى تملك نفسى و أجبت فى هدوء .

- و لكنى يا نجمتى لست فى حاجة أن يجدنى الناس و يرونى كى يعرفوا قيمتى .. كفى تكبدهم العناء للبحث عن كنز يوقنون بوجوده فى مكان ما .. و قد تمر السنون و الاعوام .. و أظل كما أنا فى مستقري .. محتفظة برونقى و بهائى .. لمن يستحقة .. و موقنة باقرار العالم بأسرة بقيمتى و لو لم يرونى .

ثم تصنعت الأسى و أردفت :

- أما أنت يا عزيزتى النجمة .. فبمرور القرون .. لا يحتمل جمسك حرارة الفضاء .. فتنفجرين و تتناثرين فى الفضاء على شكل ق
طع صغيرة ..


صمت برهة و نظرت إليها لأرى تأثير ما قلت .. فرأيت فى عينيها الجميلتين دمعة حرا .. أوشكت على السقوط ..

مددت يدى و مسحتها .. و استطردت ..

- و تصبح كل قطعة منك .. جنينا جديدا فى الفضاء يشع و يضئ فيملئ الكون نورا .. و تظلين فى أذهان الناس .. النجمة الرائعه التى يحاكيها العشاق ليلا .. و يتغنى بها ا
لشعراء فى قصائدهم العرقية .. و تهتدى بها القوافل فى الفيافى المقفرة .
رمقتنى النجمة البهية بنظرة خجل تخللتها إبتسامة رضى و هى تكفكف دمعتها .. شددت على يدها فى حنو .. و همست ..

- حبيبتى .. كل ميسر لما خلق له .. الله خلق كل ش
ئ فى الوجود لدور عظيم نؤديه .. حتى الذباب و البعوض .. فلا أعظم و لا أدنى .. الكل سواء .. العظم الشأن هنا يعود على النفع الذى نعود به على الانسان الذى سخرنا له الله تعالى.

ضمتنى بنظرة علينها البراقة .. و قالت .. " أنا آسفة يا لؤلؤة .. أعذرينى .. الان عرفت قيمتك يا غالية "
طمئنتها و قبلت عذرها .. و منذ ذلك اليوم صرت أنا و نجمتى نتسامر ليلا .. فى ضوء القمر .. حتى حين إجتبانى أحد الصيادين المجتهدين ; كنت أرسل لكل ق
طعة منها كل ليلة أشواقى و تحياتى

.