منطق نجمة
بينما أنا غارقة فى بحور تأملاتي ..سابحة فى خضم أحلامي التى تلفنى .. أطل من شفرتى البيضاء التى أتربع فيها بلا منازع .. تتدلى على جنباتها الاغصان .. و تهب عليها نسائم الليل الباردة .. تنعشني .. أسترخيت فى عرشي الأثير و أغمضت عينى فى هدوء .. ما أحلى الأمان .. و ما أروع السكينة فى رهبة الليل ..
و بينما أنا كذلك فتحت يعني .. فإذا بي أرى بهاء صفحة السماء القاتمة تزينت فى أبهى حللها .. لوحة مرصعة بالجواهر المضيئة .. تتلئئ النجوم فيها و تتراقص .. كالعذارى يتمايلن فى ضوء القمر .. إرتسمت على شفتي بسمة بهجة .. و بينما أنا فى حرم هذا الجمال الرباني .. التقت عليناي بعيني نجمة متلألئة .. كانت من أكثر النجوم ضياء .. و أروعها نورا .. و أبهاها سنا .. تبسمت لها مرحبة .. فأشاحت بعينيها عنى .. فى إستعلاء . غاص قلبي فى جوفي .. و ضاقت الدنيا علي بما رحبت .. و أظلمت .. جعلت أتذكر شريط الماضى .. أتسائل :هل صدر مني ما أزعج النجمة ؟! و لم أجد فى ماضي ما يستدعي من تلك النجمة تجنبي .. هالني أن تشيح بوججها عني .. ماذا إقترفت .؟ إستجمعت قواي .. و قطعت حبل أفكارى المثقل .. و شق صوتى السكون ..
- هل أنت غاضبة منى أيتها النجمة ؟
وقع على أذنى ردها ليزيد همومي و تساؤلي و قالت فى إحتقار ..
- و من أنت حتى أغضب منك أو يسترعينى أمرك ؟
سألتها و الحزن يعتصرنى .. و الأسف يعلوا محياي .. و الدموع يتطل من عيني ..
- لست أفهم .. ترى ما يدعوك للإنتقاص من شأني ؟
أجابت فى إستخفاف
- ما أنت إلا حجرة حقيرة تقبعين فى صدفتك الزهيدة .. فى قاع المحيط فى دنو .. لا يراك الناس أ, يبدون إعجابهم بك .. حتى حين أسموك .. نعتوك بالحجرة .
نظرت إليها يملؤنى ألاسى و الشفقة أيضا عليها . تطلعت إلي فى إرتقاب .. و كأنما تنتظر تعليقا . تبسمت و قلت لها فى حزم ..
- تلك الصدفة التى تحقرين من شأنها . تحوى بداخلها ما ندر وجوده .. و غلى قيمة .. تحمل فى طياتها لؤلؤة .. تسمينها أنت حجرة .. و نسيت بقية الأسم .. "كريمة" تلك الؤلؤة يتسابق الجميع للظفر بها .. و كثيرا لمجرد النظر إليها .. و حتى النظرة تعز على كثيرين .
ثم إستطردت مادحة بكلام ذا مغزى.
- أما أنت يا نجمتي ..فالكل يراك ِ فى علياءك .. و لا تتعززين على طالب الوصال .. و إن كان لا يلمسك يدا .. و لكنه يراك ِ دون عناء .
أجابتنى فى وجوم .. و تذمر ..
- بلى .. و لم لا .. أنا أمنح سناي للجميع و لا أضن به على أحد .. أو اتمنع .. بخلافك أيتها الؤلؤة .
أجبتها ..
- و هل عبت ذلك فيك ِ .. لم أصرح أو ألمح بكونه عيبا .. كل ما نبهت إلية ان دورى أن أكون نصيب المجتهد .. و جائزة المثابر .. ليعرف معنى تكبد المشقة .. فى طلب النفيس الغالي .. و يذوق طعم الانتصار فى أخر المطاف .
أشاحت بوجهها مستطردة ..
- حتى طالبوك .. تكبدينهم عناء المشقة للحصول عليك .. أو حتى مجرد النظر .. فهم يجدونك ملقاة فى قاع المحيط السحيق .. تحت الصخور و أسفل سافلين ..
تبسمت فى شفقة لمنطقها العجيب .. قاءلة :
- كثير كنت أسمعهم يقولون .. ما جاء بسهولة يذهب أيضا بسهولة .. لم أكن أدركها جيدا .. اليوم فهمت منعى أن يعنى أحدهم بالبحث عنى .. و يكابد فى سبيلي المشاق .. و فاذا حصل علي بعد العناء .. كنت فى قلبة و عينه قبل أن أكون فى خزانتة ..
أما بيئتى التى نشأت فيها .. فمع قريناتي من اللألئ و بين مدن الشعاب المرجانية التى تسلب لب الكثيرين .. حتى صدفتي المتواضعة تتضمن جوهرأ نادر الوجود .
ثم تبسمت موجة نظري لها ..
- أما أنت يا نجمتى العزيزة .. فيأسر الناس سناك الوضاء .. رغم معرفتهم بأنه ليس أشعاعا من نسيج تكوينك .. إنما هو إنعكاس ضوء الاقمار على صفحتك الحجرية ..
رمقتني فى ترقب و قالت :
- و هل يعيبنى أيضا أنى أنهل من ضوء الأخرين حتى أنير دروب الناس .
حركت رأسى معلنة ‘تراضي .. و تبسمت لها و قلت :
- بالعكس تلك من إحدى مميزاتك يا عزيزتى .. فخير الناس أنفعهم للناس .. و ليس بعيب أن تعكسى مزايا غيرك ليراها الناس .
علت وجهها بسمة رضا ما لبست أن اختفت من جراء عنادها و قناعتها بالافضلية .. و أنبرت قاءلة .
- أنت .. من يعرف بوجودك هنا فى مستقرك هذا .. قد تظلين مجهولة طوال حياتك .. لا يعرفك أحد .
كدت أخرج عن صوابي من كلماتها المستفزة .. و منطلق أفكارها الذى لا يقبل التغير .. و لكنى تملك نفسى و أجبت فى هدوء .
- و لكنى يا نجمتى لست فى حاجة أن يجدنى الناس و يرونى كى يعرفوا قيمتى .. كفى تكبدهم العناء للبحث عن كنز يوقنون بوجوده فى مكان ما .. و قد تمر السنون و الاعوام .. و أظل كما أنا فى مستقري .. محتفظة برونقى و بهائى .. لمن يستحقة .. و موقنة باقرار العالم بأسرة بقيمتى و لو لم يرونى .
ثم تصنعت الأسى و أردفت :
- أما أنت يا عزيزتى النجمة .. فبمرور القرون .. لا يحتمل جمسك حرارة الفضاء .. فتنفجرين و تتناثرين فى الفضاء على شكل قطع صغيرة ..
صمت برهة و نظرت إليها لأرى تأثير ما قلت .. فرأيت فى عينيها الجميلتين دمعة حرا .. أوشكت على السقوط ..
مددت يدى و مسحتها .. و استطردت ..
- و تصبح كل قطعة منك .. جنينا جديدا فى الفضاء يشع و يضئ فيملئ الكون نورا .. و تظلين فى أذهان الناس .. النجمة الرائعه التى يحاكيها العشاق ليلا .. و يتغنى بها الشعراء فى قصائدهم العرقية .. و تهتدى بها القوافل فى الفيافى المقفرة .
رمقتنى النجمة البهية بنظرة خجل تخللتها إبتسامة رضى و هى تكفكف دمعتها .. شددت على يدها فى حنو .. و همست ..
- حبيبتى .. كل ميسر لما خلق له .. الله خلق كل شئ فى الوجود لدور عظيم نؤديه .. حتى الذباب و البعوض .. فلا أعظم و لا أدنى .. الكل سواء .. العظم الشأن هنا يعود على النفع الذى نعود به على الانسان الذى سخرنا له الله تعالى.
ضمتنى بنظرة علينها البراقة .. و قالت .. " أنا آسفة يا لؤلؤة .. أعذرينى .. الان عرفت قيمتك يا غالية "
طمئنتها و قبلت عذرها .. و منذ ذلك اليوم صرت أنا و نجمتى نتسامر ليلا .. فى ضوء القمر .. حتى حين إجتبانى أحد الصيادين المجتهدين ; كنت أرسل لكل قطعة منها كل ليلة أشواقى و تحياتى
.
و بينما أنا كذلك فتحت يعني .. فإذا بي أرى بهاء صفحة السماء القاتمة تزينت فى أبهى حللها .. لوحة مرصعة بالجواهر المضيئة .. تتلئئ النجوم فيها و تتراقص .. كالعذارى يتمايلن فى ضوء القمر .. إرتسمت على شفتي بسمة بهجة .. و بينما أنا فى حرم هذا الجمال الرباني .. التقت عليناي بعيني نجمة متلألئة .. كانت من أكثر النجوم ضياء .. و أروعها نورا .. و أبهاها سنا .. تبسمت لها مرحبة .. فأشاحت بعينيها عنى .. فى إستعلاء . غاص قلبي فى جوفي .. و ضاقت الدنيا علي بما رحبت .. و أظلمت .. جعلت أتذكر شريط الماضى .. أتسائل :هل صدر مني ما أزعج النجمة ؟! و لم أجد فى ماضي ما يستدعي من تلك النجمة تجنبي .. هالني أن تشيح بوججها عني .. ماذا إقترفت .؟ إستجمعت قواي .. و قطعت حبل أفكارى المثقل .. و شق صوتى السكون ..
- هل أنت غاضبة منى أيتها النجمة ؟
وقع على أذنى ردها ليزيد همومي و تساؤلي و قالت فى إحتقار ..
- و من أنت حتى أغضب منك أو يسترعينى أمرك ؟
سألتها و الحزن يعتصرنى .. و الأسف يعلوا محياي .. و الدموع يتطل من عيني ..
- لست أفهم .. ترى ما يدعوك للإنتقاص من شأني ؟
أجابت فى إستخفاف
- ما أنت إلا حجرة حقيرة تقبعين فى صدفتك الزهيدة .. فى قاع المحيط فى دنو .. لا يراك الناس أ, يبدون إعجابهم بك .. حتى حين أسموك .. نعتوك بالحجرة .
نظرت إليها يملؤنى ألاسى و الشفقة أيضا عليها . تطلعت إلي فى إرتقاب .. و كأنما تنتظر تعليقا . تبسمت و قلت لها فى حزم ..
- تلك الصدفة التى تحقرين من شأنها . تحوى بداخلها ما ندر وجوده .. و غلى قيمة .. تحمل فى طياتها لؤلؤة .. تسمينها أنت حجرة .. و نسيت بقية الأسم .. "كريمة" تلك الؤلؤة يتسابق الجميع للظفر بها .. و كثيرا لمجرد النظر إليها .. و حتى النظرة تعز على كثيرين .
ثم إستطردت مادحة بكلام ذا مغزى.
- أما أنت يا نجمتي ..فالكل يراك ِ فى علياءك .. و لا تتعززين على طالب الوصال .. و إن كان لا يلمسك يدا .. و لكنه يراك ِ دون عناء .
أجابتنى فى وجوم .. و تذمر ..
- بلى .. و لم لا .. أنا أمنح سناي للجميع و لا أضن به على أحد .. أو اتمنع .. بخلافك أيتها الؤلؤة .
أجبتها ..
- و هل عبت ذلك فيك ِ .. لم أصرح أو ألمح بكونه عيبا .. كل ما نبهت إلية ان دورى أن أكون نصيب المجتهد .. و جائزة المثابر .. ليعرف معنى تكبد المشقة .. فى طلب النفيس الغالي .. و يذوق طعم الانتصار فى أخر المطاف .
أشاحت بوجهها مستطردة ..
- حتى طالبوك .. تكبدينهم عناء المشقة للحصول عليك .. أو حتى مجرد النظر .. فهم يجدونك ملقاة فى قاع المحيط السحيق .. تحت الصخور و أسفل سافلين ..
تبسمت فى شفقة لمنطقها العجيب .. قاءلة :
- كثير كنت أسمعهم يقولون .. ما جاء بسهولة يذهب أيضا بسهولة .. لم أكن أدركها جيدا .. اليوم فهمت منعى أن يعنى أحدهم بالبحث عنى .. و يكابد فى سبيلي المشاق .. و فاذا حصل علي بعد العناء .. كنت فى قلبة و عينه قبل أن أكون فى خزانتة ..
أما بيئتى التى نشأت فيها .. فمع قريناتي من اللألئ و بين مدن الشعاب المرجانية التى تسلب لب الكثيرين .. حتى صدفتي المتواضعة تتضمن جوهرأ نادر الوجود .
ثم تبسمت موجة نظري لها ..
- أما أنت يا نجمتى العزيزة .. فيأسر الناس سناك الوضاء .. رغم معرفتهم بأنه ليس أشعاعا من نسيج تكوينك .. إنما هو إنعكاس ضوء الاقمار على صفحتك الحجرية ..
رمقتني فى ترقب و قالت :
- و هل يعيبنى أيضا أنى أنهل من ضوء الأخرين حتى أنير دروب الناس .
حركت رأسى معلنة ‘تراضي .. و تبسمت لها و قلت :
- بالعكس تلك من إحدى مميزاتك يا عزيزتى .. فخير الناس أنفعهم للناس .. و ليس بعيب أن تعكسى مزايا غيرك ليراها الناس .
علت وجهها بسمة رضا ما لبست أن اختفت من جراء عنادها و قناعتها بالافضلية .. و أنبرت قاءلة .
- أنت .. من يعرف بوجودك هنا فى مستقرك هذا .. قد تظلين مجهولة طوال حياتك .. لا يعرفك أحد .
كدت أخرج عن صوابي من كلماتها المستفزة .. و منطلق أفكارها الذى لا يقبل التغير .. و لكنى تملك نفسى و أجبت فى هدوء .
- و لكنى يا نجمتى لست فى حاجة أن يجدنى الناس و يرونى كى يعرفوا قيمتى .. كفى تكبدهم العناء للبحث عن كنز يوقنون بوجوده فى مكان ما .. و قد تمر السنون و الاعوام .. و أظل كما أنا فى مستقري .. محتفظة برونقى و بهائى .. لمن يستحقة .. و موقنة باقرار العالم بأسرة بقيمتى و لو لم يرونى .
ثم تصنعت الأسى و أردفت :
- أما أنت يا عزيزتى النجمة .. فبمرور القرون .. لا يحتمل جمسك حرارة الفضاء .. فتنفجرين و تتناثرين فى الفضاء على شكل قطع صغيرة ..
صمت برهة و نظرت إليها لأرى تأثير ما قلت .. فرأيت فى عينيها الجميلتين دمعة حرا .. أوشكت على السقوط ..
مددت يدى و مسحتها .. و استطردت ..
- و تصبح كل قطعة منك .. جنينا جديدا فى الفضاء يشع و يضئ فيملئ الكون نورا .. و تظلين فى أذهان الناس .. النجمة الرائعه التى يحاكيها العشاق ليلا .. و يتغنى بها الشعراء فى قصائدهم العرقية .. و تهتدى بها القوافل فى الفيافى المقفرة .
رمقتنى النجمة البهية بنظرة خجل تخللتها إبتسامة رضى و هى تكفكف دمعتها .. شددت على يدها فى حنو .. و همست ..
- حبيبتى .. كل ميسر لما خلق له .. الله خلق كل شئ فى الوجود لدور عظيم نؤديه .. حتى الذباب و البعوض .. فلا أعظم و لا أدنى .. الكل سواء .. العظم الشأن هنا يعود على النفع الذى نعود به على الانسان الذى سخرنا له الله تعالى.
ضمتنى بنظرة علينها البراقة .. و قالت .. " أنا آسفة يا لؤلؤة .. أعذرينى .. الان عرفت قيمتك يا غالية "
طمئنتها و قبلت عذرها .. و منذ ذلك اليوم صرت أنا و نجمتى نتسامر ليلا .. فى ضوء القمر .. حتى حين إجتبانى أحد الصيادين المجتهدين ; كنت أرسل لكل قطعة منها كل ليلة أشواقى و تحياتى
.
هناك تعليق واحد:
جميل جداً
إرسال تعليق