بين اليقين و عدم الرضا
كثيرا ما يلتبس على عقلي الصغير توصيف شعوري بالرضا مما أنا فيه .. سواء أكان قدرا سعيدا قدر لي أو غير ذلك .. و فى الغالب يجيش هذا الشعور عندي فى الملمات .. فأتسائل ... هل هذا رضا مني بقضاء الله و قدره و يقينا بأن ما إختاره الله لي هو الخير بلا شك .. أم ان هذا إستسلام مني و لا مبالاه تجاه أقداري و أوضاع حياتي التى قد يكون لى يد فى تغيرها .. و لن أستطرد فى هذا الموضوع .. إذ يصل بى منتهاه فى نهاية المطاف .. الى موضوع حار فكري فيه طويلا .. لست وحدي .. بل علماء كبار إيضا .. الفارق هنا أنهم اهتدوا الى ما هو صائب .. و أنا ما زلت أتيه فى ساحات التعجب و الحيرة... و هو موضوع التسير و التخير .. هل الانسان مسير أم مخير.
هنا أسترجع كلام أ.عمرو خالد و هو يردد على أسماعنا كلاما معه نسمو فوق السحاب .. الرضا .. اليقين .. الايمان بالقضاء و القدر .. و بالرزق الذى وزعه الله بالتساوي على عباده .. و هنا ألوم نفسي و أوبخها .. ألا يكفيكي طمعا .. أرضي بما قسم الله لك .. و أحمدي الله على نعمه التى لا تعد و لا تحصى .
ثم أتحدث مع أحدهم عن حياتي و أقدار قدرت لي فى الدنيا .. فيقال لي أنت ما سعيت و ما أستنفذت كل سبل الاخذ بالاسباب ..
ها هو ذا مصلح جديد يطفو ليزيد حيرتي ... و ما الأخذ بالأسباب .. أليس يعد إعتراضا على قضاء الله و سعيا لتغيره .. ؟؟
عجيب أمر عقلي عندما يراوده التفلسف من حين الى أخر .. كثيرا ما أهرب منه عندما تنتابني هذه النوبات .. و لكن هذه المرة كانت النوبة أكبر من أن يحتملها عقلي و قلبي و أصابعي مجتمعين.
أمن الرضا أن أحول من الكلية التى إختارها الله لي .. و بعد ثلاث سنوات .. ام كان ذلك أعتراضا على قضاء الله .. و سأدفع ثمنة باهظا غاليا إن عاجلا أو أجلا .. أهو حقا كما يقال لي .. رد لهدية الله الذي أهداها لي و جحود للنعمة .. أم هو تصحيح مسار لطريق كنت أيقن أنه ليس دربي و لا طريقى .. و لكن .. من أبدي .. اختيار الله و قدره .. ام أختيار عقلي و قلبي .. و ينعته أناس "بالهوى" و أنى اتبعت أهواء نفسي.. الإجابة الطبيعية .. طبعا أختيار الله أفضل.
هل سعي وراء تغير القسم الذى تخصصت فيه فى الكليه للقسم الذى حولت من أجله .. رضاء ام جحود هو الأخر .. كيف أعرف ؟.
و هل و هل و هل .. كثير .. و لكن هل من جواب .. ؟ لا .. مازلت أهيم فى صحراء الحيرة المقفرة .. على أجد واحة مقصدي
أعرف انه يبدو و كأن هذه القطعة هي طلب لفتوى .. و يجب أن تقدم لشيخ حتى يزيل عني الإلتباس .. و لست أعترض .. و لكن عندما يفيض التنور .. لا بد و أن يظهر ما فيه .. و قد فار التنور فى قلبي .. فخرج تدوينة تعكس ما يدور على صفحة العمق الغامض فى الظلام